الحمـدُ لله الـذي عـافـانـي * * * وإلـى الصـراطِ المستقيـم ِهـداني

حمـداً يليـق بمنِّـه وبجـوده * * * فهـو الكـريمُ الـبَرُّ ذو الإحسـانِ

خلَـق العبـاد َسعيـدَهم وشقيَّهم * * * ولقـد هـدى السُّعَـداءَ للإيمـان

تـالله لـولا رحمـةٌ سبقـتْ لـه * * * لغرقْـتُ فـي لُجَـجٍ مـن الطُّغيـان

لكنـه دومـاً رحيـمٌ بـالـورى * * * فـي كـلِّ عصْـرٍ سالـفٍ وزمـان

وصـلاةُ ربـي والسلامُ على الذي * * * أوحـى إليـه كـلامَـه القـرآنـي

فأضاء شمس الحـق يسطعُ نـورُها * * * فـي كـل ناحيـةٍ وكـلِّ مكـان

هـذي شـريعـةُ أمـره مهـديةٌ * * * تُنـجـي مـن الأهـواءِ والشيطـان

قـد سار فيها صحْبـُه من بعـده * * * والتـابعـون لهـم عـلى إحسـان

فالـزمْ سبيـلَ المـؤمنين تعـشْ بها * * * دنيـاً وأخـرى فـي هُـدىً وأمـان

واحـذر مـن البـدع الخبيثـة إنها * * * تدعـو إلـى الخسـران والنيـران

واحـذر أَخِـي من فِـرْقةٍ بـدعيَّةٍ * * * قـد سمّـِيـت بجمـاعـةِ الإخـوان

ضلـوا طـريـقَ الحـق لما خالفوا * * * دربَ الهــدى والمنهـج الربـانـي

ولـذاك بـدَّعهـم أئمةُ عصْـرنا * * * كالـعـالم ابن البــاز والألبـانـي

وابن العثيمين الفقيـه وغـيرهـم * * * وكـأحمـدَ النجـمـيِّ والفـوزان

مـا قـولُهم فيهم تـلاعُبَ جاهـلٍ * * * أو فـريـةً بُنيـتْ عـلى البهتـان

لكنـه قـولٌ سليـمٌ صـادقٌ * * * ومـدعَّـمٌ بالحــق والــبرهـان

إذ أن لـلإخـوان أقـوالاً بهـا * * * حُـجَـجٌ يراهـا مـن لـه عينـان

حججٌ تعـرِّيهـم وتفضح أمـرَهم * * * لو تــوزن الكلمــاتُ بالميــزان

هـذا هـو البنا إمـامُهـم الـذي * * * لـم يبـن إلا أخْــرَبَ البنيــان

هـدَم العقيـدةَ حين خالف أمـرَها * * * وبـنى لهــم صرْحـاً بـلا أركـان

قـد كـان صـوفياً مشـى بطريقةٍ * * * تدعـو إلى الإشــراك ِ والكفــران

قـد كـان محتفـلاً ببـدعةِ مـولدٍ * * * ليسـتْ لهـا في الشَّرع من سُلطـان

بـل قال: يحضـره النـبي مسـامحاً * * * للكــل مـن جـنٍّ ومـن إنسـان

كـلا ، فليـس بحاضـرٍ في حفلهم * * * بـل ميِّـتٌ بالنَّـصِّ فـي القـرآن

كـلا، وليـس مسامحاً لـذنـوبهم * * * فالعفــو والغفــران للرحمــان

بـل أنكـرَ المهـديَّ رغـمَ ثبـوتِه * * * بأدلَّـةٍ صحَّــتْ عـن العدنـانـي

أسمـاء ربـي مـع صفات فَـوَّضَنْ * * * حتـى غـدتْ لفظـاً بغيـر معـاني

عجباً أيـا إخـوانُ ، ذاك إمامكـم ؟ * * * إن الجـواب يبيـْـنُ بالعنــوان

فالتلمسـانيُّ المـؤسِّـسُ فـاحـشٌ * * * ومجاهـرٌ بالفســقِ والعصيــان

بمـذكِّـراتٍ قـد حكَى عـن رقْصه * * * وسماعِــه لمعــازفٍ وأغـانـي

وقـرأتُ قـولاً مـن عجيب كلامه * * * عنـوانُـه يغْنـي عـن التـبيـان

(صليـتُ فـي السِّنما) فبئس كلامُه * * * بـل إنـه ضـرْبٌ مـن الهـذيـان

بـل ذاك (سيـدٌ بنُ قطبٍ) شيخُهم * * * خـدَعَ العبـادَ بقـولـه الفـتَّـان

أحيا عقيـدة (ذي الخويصرةِ) الـذي * * * سَـنَّ الخـروجَ على ذوي السلطـان

إذ قال : إن المسلمـين بـلادُهـم * * * هـي دار حـرْبٍ لا ديـار أمـان

فحـذارِ منه ومـن قـراءة كُتْبِـهِ * * * لا يخـدعنَّـك بـرِقَّــةٍ وبيــان

ذاك (الظَّـلال) هـو الضَّـلال بعينه * * * تفسـيرُه فـي غـايـة البطـلان

قـد فسَّـر (الإخـلاص) فيه بقولةٍ * * * يُخشـى عليـه بهـا مـن الكفـران

إذ قال : إن الله وحـده فـي الوجو * * * د وما سـواه مـن الـبرية فـانـي

وبقوله هـذا فإن الـربَّ والـ * * * مخلوقَ شــيءٌ واحــدٌ لا اثنـان

كـلا ، فـإن الله عنـا بـائِـنٌ * * * والخلْـقُ دونَ الخالـق الـديَّـان

وكذا استـواء الله فـوق العـرش * * * أوَّلـه بــلا فهـم ٍ ولا إمعـان

إذ قـال : إنه ليـس غـير كنايةٍ * * * عـن جـاهِـه وتمكُّـنِ السلطـان

وبـذاك عطَّل الاستواءَ وإنما التَّـ * * * ـعطيـل والتشبيـه مـذمـومـان

فالحـقُّ إثباتُ الصفاتِ كما أتتْ * * * والكيـف نـوكِلُه إلـى الـرحمـان

بل مـن ضلاله سبَّ أصحاب النبيِّ * * * وهـم أحـق النـاس بالـرِّضْـوان

(عمـرٌو) وصـاحبه (معاويةٌ) هما * * * فــي رأيـه رجـلان خـوَّانـان

بل نال من (موسى) كليمِ اللهِ فـي * * * (تصـويـرِه الفنـيِّ فـي القـرآن)

هـذي عقيـدته وشـيء منتقَـىً * * * مـن بعـض ما قـدْ قال هـذا الجاني

وكـذا (محمـدٌ بْـنُ قطـبٍ) مثلُه * * * فهمـا بكـلِّ ضــلالـة أَخَـوَانِ

رَمَيَـا العبـادَ جميعَهـم بـالجاهليـ * * * ـة بئـس رمْـيُ النـاس بـالبهتـان

مـن لا يُكَفِّـرُ أوليـاءَ أمـورِنـا * * * نَسَبَـاهُ لـلإرجـاء فـي الإيمـان

فاحـذرهمـا دومـا وحـذِّرْ منهما * * * وَامْكُـثْ سليـمَ عقيـدةٍ وجَنـانِ

ودَعِ (الغزاليَّ )الذي يدعو إلى التَّـ * * * ـقـريـب بيـن الحـق والبطـلان

تقـريبـه مـا بيـن سنـيٍّ وشيـ * * * ــعيٍّ محـالٌ ، إذ همـا ضـدان

فـالحـق عنـد الله ديـنٌ واحـدٌ * * * وعقيـدة ليسـت لها مـن ثـانـي

دَعْهُ فما هـو غـير معتـزليٍّ انــ * * * ــحَـرَفَتْ خطاه فـزَلَّ للخسران

قـد ردَّ أخبـار النبـيِّ لأنهـا * * * ليسـت تـوافـقُ نهجَه العقـلاني

و دَعِ المسمَّـى (يـوسفًا) تلميـذَهُ * * * فـالشيـخُ والتلميـذُ مشتبهـان

هـو أشعـريٌّ فاحـذرَنَّ مقالَـهُ * * * وكفـاك أنـه سـامـعٌ لأغـانـي

سمَّى النصارى (إخـوةً) مع كفْرهم * * * وبـذاك سـاوى الكفـرَ بـالإيمـان

بـل قـد دعا لِـولائهـم ولِودِّهم * * * كيـفَ الـولاءُ لعابـدي الصُّلبـان

بشـريطـه (التـدخين) قال عبـارةً * * * هـي غاية فـي الفسـق والكفـران

لما سمعـته مـا استطعـتُ تَحَمُّـلاً * * * بـل كِـدْتُ منـه أَخِرُّ في غَشَيَان

يـا ويلَهُ جعـل الـورى بكـلامِهِ * * * فـوق المهيمـنِ بـارئِ الأكـوان

ناهيك عن ما قد أبـاحَ مـن الخنـا * * * كـالنَّـردِ والتمثيـلِ والألحـان

هـا هـم أئمتُهم وتلك رؤوسُهـم * * * وذَوُو المكـانة عنـدهـم والشـان

إنْ قال واحدُهـم كـلامًا باطـلاً * * * قبِلـوهُ بـالتسليـم والإذْعـان

ولـذا اقتـدوا بهـمُ بغـير أدلَّـةٍ * * * كمَـن اقتـدى فـي البيـْدِ بالعميان

فانظـرْ إلى (عمـرِو بْنِ خالدٍ) الذي * * * هـو عبـرةٌ للجـاهـلِ الغفْـلان

فلقـد حـوى أفكارَهم وضـلالَهم * * * وبـه أَغَــرُّوا أكثـرَ الشبـان

لـو أنه سَلَكَ السبيـلَ إلى الهـدى * * * لَنجـا بـه مـن كـلِّ دربٍ دانـي

لكنها الأهـواءُ تخـدعُ مَنْ غـوى * * * وتُضِلُّـهُ فيســيرُ كـالحـيران

هـذي نصيحـتيَ التي قـد صُغْتُها * * * شعـراً تفجَّـرَ مـن لظـى وجـداني

شعـراً نظمتُـهُ حـينَ نَـاءَ بحملِـهِ * * * قلـبي فلَـمْ أَقْـدِرْ علـى الكتمـان

أبصـرتُ للبـدعِ الخبيثـةِ مِنْعَـةً * * * فكتبتُـهُ خــوفًـا علـى إخـوانـي

فالجـرحُ والتعـديـلُ ليسَ بِغِيبةٍ * * * بَـلْ مِـنْ سمـاتِ المنهــجِ الربانـي

مـا قُلْتُـهُ إلا ابتغـاءَ ثـوابِـهِ * * * مـن ربِّنَـا ذي الــرحمـةِ الحنَّـانِ

فلعـلَّ ربـي أنْ يقينـي نـارَهُ * * * ويُقِـرَّ عيـني فــي فسيـحِ جنـان